نشرت فى مجلة الثقافة ـ العدد السابع ـ ابريل 1974
بقلم : محمود البدوى
بارحنا موسكو الفخمة ذات الأبراج العالية إلى مدينة أخرى .. إلى ليننجراد .. فى قطار ليننجراد الفريد فى طوله .. وفى ليل يتساقط ثلجه بغزارة وتبلغ البرودة أقصاها .. وعندما يتحرك القطار تظل أنوار موسكو تلمع وتتلألأ ساعة من الزمان .. ثم ندخل فى ضواحى الريف ..
لقد شاهدت من النافذة الريف الروسى نائما .. وصاحيا .. وسمعت فى حظائره نباح الكلاب وكنت أود لو أدخل فى جوفه .. ولا أراه فى الليل من نافذة قطار ..
ونمت فى القطار الجميل .. وحلمت .. ولما فتحت عينى ونظرت من النافذة .. كانت الأنوار لاتزال تتلألأ .. وكنا ندخل ضواحى مدينة ليننجراد ..
فى الساعة التاسعة صباحا .. كانت الأنوار مضاءة فى المدينة ذات الجسور .. وشعرت بطراوة الجو فى المحطة بعد أن خرجنا من القطار .. ولكن البرودة هنا وفى كل الأحوال أخف من برودة موسكو ..
إن الطابع العام للمدينة التاريخية ذات المواقف الباسلة فى الحرب الأخيرة .. الطابع العام لها أنها أوربية الطراز مائة فى المائة .. بيوتها على نسق واحد من طوابق أربعة .. والشوارع واسعة .. والميادين فسيحة .. والنهر يقطعها بقنواته العديدة حتى جعلها ذات الجسور .. فإن فيها 360 جسرا ..
وفى مياهها ترسو السفينة التاريخية " أورورا " التى أطلقت أول قذيفة فى بواكير الثورة عندما انضم البحارة إلى الثوار ..
ولا تزال السفينة راسية هناك قرب الفندق الذى نزلنا فيه .. كأثر تاريخى شامخ والمدفع مصوب .. وكأنك تسمع منه صوت الطلقة ..
وليننجراد تفخر بهذه السفينة .. وبالأرميتاج .. وهو متحف .. تتجول فيه شهرا كاملا .. دون أن تبلغ غايتك مما فيه .. ولا تشبع النظر من روائع الفن العالمى .. ففى قاعاته عمل كامل لروفائيل .. ومثله فى روما قد اندثر .. وبه أكبر مجموعة فى العالم لرسوم " رامبرانت " وأجمل لوحاته وأشهرها على الاطلاق ... ... ... " عودة الابن الضال" ..
وتسبح عيناك فى القصر الرائع الذى شيدته " كاترينا الثانية " وترى فيه ريشة الفنانين العظام فى كل عصور التاريخ .. من ميكائيل انجلو .. إلى بوكاسو ..
بارحنا موسكو الفخمة ذات الأبراج العالية إلى مدينة أخرى .. إلى ليننجراد .. فى قطار ليننجراد الفريد فى طوله .. وفى ليل يتساقط ثلجه بغزارة وتبلغ البرودة أقصاها .. وعندما يتحرك القطار تظل أنوار موسكو تلمع وتتلألأ ساعة من الزمان .. ثم ندخل فى ضواحى الريف ..
لقد شاهدت من النافذة الريف الروسى نائما .. وصاحيا .. وسمعت فى حظائره نباح الكلاب وكنت أود لو أدخل فى جوفه .. ولا أراه فى الليل من نافذة قطار ..
ونمت فى القطار الجميل .. وحلمت .. ولما فتحت عينى ونظرت من النافذة .. كانت الأنوار لاتزال تتلألأ .. وكنا ندخل ضواحى مدينة ليننجراد ..
فى الساعة التاسعة صباحا .. كانت الأنوار مضاءة فى المدينة ذات الجسور .. وشعرت بطراوة الجو فى المحطة بعد أن خرجنا من القطار .. ولكن البرودة هنا وفى كل الأحوال أخف من برودة موسكو ..
إن الطابع العام للمدينة التاريخية ذات المواقف الباسلة فى الحرب الأخيرة .. الطابع العام لها أنها أوربية الطراز مائة فى المائة .. بيوتها على نسق واحد من طوابق أربعة .. والشوارع واسعة .. والميادين فسيحة .. والنهر يقطعها بقنواته العديدة حتى جعلها ذات الجسور .. فإن فيها 360 جسرا ..
وفى مياهها ترسو السفينة التاريخية " أورورا " التى أطلقت أول قذيفة فى بواكير الثورة عندما انضم البحارة إلى الثوار ..
ولا تزال السفينة راسية هناك قرب الفندق الذى نزلنا فيه .. كأثر تاريخى شامخ والمدفع مصوب .. وكأنك تسمع منه صوت الطلقة ..
وليننجراد تفخر بهذه السفينة .. وبالأرميتاج .. وهو متحف .. تتجول فيه شهرا كاملا .. دون أن تبلغ غايتك مما فيه .. ولا تشبع النظر من روائع الفن العالمى .. ففى قاعاته عمل كامل لروفائيل .. ومثله فى روما قد اندثر .. وبه أكبر مجموعة فى العالم لرسوم " رامبرانت " وأجمل لوحاته وأشهرها على الاطلاق ... ... ... " عودة الابن الضال" ..
وتسبح عيناك فى القصر الرائع الذى شيدته " كاترينا الثانية " وترى فيه ريشة الفنانين العظام فى كل عصور التاريخ .. من ميكائيل انجلو .. إلى بوكاسو ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق