الجمعة، ٣٠ نوفمبر ٢٠٠٧

المترو تحت الأرض

المترو تحت الأرض

وقفنا عند باب الفندق الدوار فى تردد ووجل ، ثم واجهنا العاصفة الثلجية ، وذهبنا بالسيارة إلى أقرب محطة مترو تحت الأرض .

وكانت الدليلة سيدة فى الخامسة والثلاثين من عمرها نحيفة القوام متوسطة الطول ، تضع نظارة على عينيها الورقاوين ومتدثرة بمعطف وكوفية وتتحدث بالإنجليزية كأنها متخرجة من أكسفورد ولكنة انجليزية خالصة .



الميدان الأحمر


ومرت السيارة على الميدان الأحمر ، والكرملين .. وكان البرد شديدا ، وخرجنا من السيارة لتشرح لنا الدليلة ما يحيط بنا ، وتقول شيئا من التاريخ ، فرأينا الجموع واقفة فى طابور طويل ، طويل تحت الثلج لتزور قبر " لينين " .




قصر الكريملين

ودرنا دورة بالسيارة ثم هبطنا إلى محطة المترو وبخمسة كوبيات فقط تسيح وتسيح فى الأنفاق .

ان المترو على انخفاض 50 مترا تحت سطح الأرض وهو مفخرة المدينة التى ليس بعدها مفاخر .. 27 محطة ، وكل محطة لها لون وطعم .. وطرازها الفريد فى الزخرفة والنقش والبناء ..

مترو يقطع 60 كيلو متر بطول المدينة .. وتراه بعرباته الزرقاء وكراسيه الجلدية الفاخرة ومقابضه المعدنية وحمالاته كأنه خارج من المصنع .

نظافة وأناقة ليس لها نظير فى كل ما تركب فى الدنيا من عربة تسير بالكهرباء .

وإذا نزلت منه فى أى محطة تجد الجمال المجسم فى الرسوم على الحيطان .. والمرمر والرخام من كل الألوان .

وفى كل دقيقة يمر قطار .. حركة سريعة وجميلة .. نهر يجرى ويتدفق تحت المدينة ويحمل خمسة ملايين من البشر فى اليوم الواحد إلى أى مكان . ولقد ركبنا عدة قطارات منها فى ساعات الخروج من العمل .. وهى ساعات الزحام .. فلم نر العربات ممتلئة إلا فى القليل منها لكثرة القطارات التى تمر ذاهبة وراجعة ، وسرعة الحركة وتدفقها .

ان المترو يعطيك صورة جميلة لخير ما يمكن أن يعمله الإنسان لراحة أخيه الإنسان .

ليست هناك تعليقات: