الجمعة، ٣٠ نوفمبر ٢٠٠٧

الفندق الكبير


فندق أوكرانيا


الفندق الكبير

ومن المطار إلى الفندق .. فندق كبير من ثلاثين طابقا .. طراز قديم ولكنه رائع ..

وفى الفندق الكبير عدة مصاعد .. تعمل فيها شابات جميلات وقليل منهن من تعرف لغة غير الروسية .. وكلهن أنيقات الملبس .. وفى كل مصعد كرسى عال للفتاة وتليفون ومروحة كبيرة ..

عاملة المصعد :

وذات صباح ركبت المصعد وكان خاليا من النزلاء .. وكانت العاملة فى هذه الساعة ذهبية الشعر جميلة المحيا وكنت أراها لأول مرة فأعجبت بحسنها وأناقتها ورقة صوتها .

وقلت لها وأنا داخل بالإنجليزية :
ـ التاسع ..
وفتحت أصابع يدى التسعة مع لفظة " نين "
وسألتها بعد أن تحرك المصعد
ـ أتعرفين الإنجليزية أو الفرنسية ..؟
ـ الروسية فقط ..
وابتسمت
فقلت لها وأنا أشير إلى شعرها :
وكيف أقول لك .. ان شعرك هو أجمل شعر رأيته فى موسكو ..
ففهمت وجعلها الاطراء تضحك وتزداد جمالا .. وظلت صامتة ..
وبعد أن وصلنا إلى الطابق التاسع وفتحت الباب .. أشارت بيدها وعبرت بملامحها ما معناه :
ـ قل هذا بأية لغة .. فإنه كلام حلو ..
وقد رأيت هذه الفتاة بعد أن أنهت ساعات العمل .. تتناول من عامل المعاطف فى مدخل الفندق معطفها المكلف بالفراء الثمين وتخرج من الباب كأجمل الفاتنات .

وإلى جانب عاملات المصاعد فى الفندق .. يوجد عاملات الغرف .. الخادمات اللواتى يقمن بتنظيف الغرف واعداد الفراش .. وهن جميعا فوق الأربعين وسمينات وقصيرات الأجسام .. ولكنهن يعملن بنشاط عجيب وعناية بالنظافة تجعلك تذهل .. وقد وجدت ثلاث منهن يقمن بتنظيف غرفة واحدة .. وكل واحدة تقوم بعمل معين .

والنساء فى روسيا .. يعملن فى الفنادق .. ويجرفن الثلوج فى الشوارع فى الليل الشديد البرودة .. ويعملن فى المسارح والمتاجر والمطاعم .. وفى المقاصف .. وفى المطارات وفى كل مكان .. وتختار لهن الوظائف .. وحتى العجائز .. وجدتهن يعملن فى المتاحف وفى بيوت الأدباء والفنانين .. وفى بيت تولستوى.. وبيت تشيكوف .. وبيت بوشكين .. وفى الأرميتاج هن الحراس على هذه الكنوز .

تنسيق رائع والكل يعمل كخلية النحل ..

ليست هناك تعليقات: