الشمس الخادعة
لما فتح باب الطائرة ، ووقفنا على السلم ، كانت الشمس فى موسكو مشرقة ، وتبدو للناظر أنها حامية .. فقد كنا فى منتصف النهار ، ولكن بعد أن تهبط درجة واحدة على السلم تحس بأن سيفا حاميا من البرد يجز عنقك .. برد لايوصف عشرون درجة تحت الصفر تواجهك مرة واحدة ، دون تدرج ، فمن التكييف والجو الساخن فى داخل الطائرة ، إلى الزمهرير القاتل فى الخارج ..
وتهبط السلم فى هذا الجو القارس ، ولكنك لاتمضى طويلا إذ أن بناء المطار قريب ..
وتدخل فى ساحة رحبة مكيفة وأنيقة وتمر ببوليس المطار " الجوازات " وهم جميعا من الشباب فى سن متقاربة ، وملابسهم زرقاء فاتحة ، وأنيقة للغاية .. ووجوههم وسيمة .. ويأخذ منك جواز السفر ويدون ما عليه فى صمت ودقة .. ثم يفتح لك الباب بحركة أوتوماتيكية .. واحد .. واحد..
وفى الجمرك تجد السماحة .. فلم تفتح حقيبة واحدة ..
وعلى باب الخروج يواجهك البرد العاصف مرة أخرى ، وترى الثلج يغطى الأرصفة والحدائق ، ويعلق بأوراق الشجر ولكنك لاتراه فى وسط الطريق ..
وتركب سيارة مكيفة ، وتمرق بك فى طريق لاحب ، وسط الثلوج ، والسماء الشهباء ، والبيوت مختلف الوانها .. ودخان المصانع تراه من بعيد يتلوى ثم يذهب بددا .. ويذوب فى البرودة الشديدة ..
وتقترب من المدينة الضخمة .. بعد نصف ساعة من السير السريع الذى لاتعترضه علامات المرور إلا قليلا ، ولا تشاهد شخصا يعبر الشارع .. فالعبور من الأنفاق ، وتلاحظ اتساع الشوارع ، واختلاف الوان المبانى وتباين طرازها .. وترى المتاجر على الصفين ، ولكن طريقة عرض البضائع لاتجعلك تستطيع أن تميزها من بعيد .. ولا تغريك عن قرب .. انها طريقة ليس فيها فن العرض ولا روعته .. فهى لاتجذب العابر ، ولا تشده إلى الدخول فى المتجر ..
وتدخل المتجر كأنك تدخل بيتا .. وتصعد سلالم أربعة أو خمسة وتدفع الباب ، وبعده تجد بابا آخر ، وتحس بعد الباب الثانى بالدفء .. والدكاكين كلها مكيفة الهواء .. وفى كل قسم خزانة ، ولكنك ستلاقى المتاعب الجمة إذا كنت لاتعرف الروسية .. لأنك لاتستطيع التفاهم مع العاملات ..
وترى الزحام فى داخل المتاجر .. فى الليل والنهار .. فالجمهور يرتادها بكثرة بعد ساعات العمل ..
لما فتح باب الطائرة ، ووقفنا على السلم ، كانت الشمس فى موسكو مشرقة ، وتبدو للناظر أنها حامية .. فقد كنا فى منتصف النهار ، ولكن بعد أن تهبط درجة واحدة على السلم تحس بأن سيفا حاميا من البرد يجز عنقك .. برد لايوصف عشرون درجة تحت الصفر تواجهك مرة واحدة ، دون تدرج ، فمن التكييف والجو الساخن فى داخل الطائرة ، إلى الزمهرير القاتل فى الخارج ..
وتهبط السلم فى هذا الجو القارس ، ولكنك لاتمضى طويلا إذ أن بناء المطار قريب ..
وتدخل فى ساحة رحبة مكيفة وأنيقة وتمر ببوليس المطار " الجوازات " وهم جميعا من الشباب فى سن متقاربة ، وملابسهم زرقاء فاتحة ، وأنيقة للغاية .. ووجوههم وسيمة .. ويأخذ منك جواز السفر ويدون ما عليه فى صمت ودقة .. ثم يفتح لك الباب بحركة أوتوماتيكية .. واحد .. واحد..
وفى الجمرك تجد السماحة .. فلم تفتح حقيبة واحدة ..
وعلى باب الخروج يواجهك البرد العاصف مرة أخرى ، وترى الثلج يغطى الأرصفة والحدائق ، ويعلق بأوراق الشجر ولكنك لاتراه فى وسط الطريق ..
وتركب سيارة مكيفة ، وتمرق بك فى طريق لاحب ، وسط الثلوج ، والسماء الشهباء ، والبيوت مختلف الوانها .. ودخان المصانع تراه من بعيد يتلوى ثم يذهب بددا .. ويذوب فى البرودة الشديدة ..
وتقترب من المدينة الضخمة .. بعد نصف ساعة من السير السريع الذى لاتعترضه علامات المرور إلا قليلا ، ولا تشاهد شخصا يعبر الشارع .. فالعبور من الأنفاق ، وتلاحظ اتساع الشوارع ، واختلاف الوان المبانى وتباين طرازها .. وترى المتاجر على الصفين ، ولكن طريقة عرض البضائع لاتجعلك تستطيع أن تميزها من بعيد .. ولا تغريك عن قرب .. انها طريقة ليس فيها فن العرض ولا روعته .. فهى لاتجذب العابر ، ولا تشده إلى الدخول فى المتجر ..
وتدخل المتجر كأنك تدخل بيتا .. وتصعد سلالم أربعة أو خمسة وتدفع الباب ، وبعده تجد بابا آخر ، وتحس بعد الباب الثانى بالدفء .. والدكاكين كلها مكيفة الهواء .. وفى كل قسم خزانة ، ولكنك ستلاقى المتاعب الجمة إذا كنت لاتعرف الروسية .. لأنك لاتستطيع التفاهم مع العاملات ..
وترى الزحام فى داخل المتاجر .. فى الليل والنهار .. فالجمهور يرتادها بكثرة بعد ساعات العمل ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق