مقامات الحريرى .. فى جورجيا
تبليسى Tibilisi عاصمة جورجيا الروسية .. دخلناها فى الليل والثلج يتساقط بغزارة والبرودة شديدة .. مع أنها من أدفأ المناطق فى روسيا .. ولكن جوها انقلب فجأة أصبحت تثلج كغيرها من المدن .. لتصبح فى حرارة المدن الأخرى ..
والفندق جديد وشامخ .. والعاملات فيه جميعا من العجائز السمينات .. ولا يعرفن كلمة واحدة غير الروسية .. يفهمن بالإشارة .. وإن طال الحوار ..
والمدينة الكبيرة تتلألأ فى الليل على التلال الصاعدة والهابطة ..
وهناك نهر " كورا " يتلوى وقد تجمدت مياهة فى بعض الأماكن .. وانسابت فى أخرى ..
وتحت الأنوار الساطعة تبدو من بعيد بيوت قديمة على التلال بشرفاتها الخشبية .. وقد تغطت أسطحها بالثلوج ..
والضوء يتلألأ من كل هذه الأماكن .. من البيوت القديمة والحديثة .. كحبات الزمرد والياقوت .. كل مكان بلونه .. متى انعكس عليها السحاب الأرجوانى أو انقشع ..
وأنفاس الناس تزفر فى الليل بالحرارة والدفء رغم برودة الجو وصقيعه ..
وفى الصباح أشرقت الشمس دافئة فتغلبت على الجو المكيف فى حجرة الفندق ..
ونزلنا إلى بهو الفندق .. فوجدنا فى انتظارنا أديبا فاضلا من أدباء جورجيا .. جاء يرحب بنا تصحبه ابنته التى تجيد العربية كمترجمة ودليلة وتجولنا فى عربته الخاصة شرقا وغربا حتى بلغنا القرية التى ولد فيها " ستالين " وأخجلنا الرجل بسماحته وكرمه وتفانيه فى خدمتنا وتيسيير سبل الراحة لنا ..
ودعانا الأديب للعشاء فى بيته .. وكان هذا البيت هو أول بيت روسى أدخله فوجدت شقة جميلة من أربع غرف فسيحة وبها أثاث أنيق .. والشقة تقع فى الدور الثانى من عمارة سكنية ..
وأسرة الأديب مكونة من خمسة أشخاص .. هو رب الأسرة .. وزوجته طبيبة وابنته الكبرى معيدة فى معهد الاستشراق فى تبليسى والصغرى موسيقية .. والابن وهو الأصغر لا يزال فى الدراسة الجامعية .. وقد لاحظت أن نصف حنان الأم يتجه إلى الابن .. لأنه الأصغر ولأنه صبى .. فالطبيعة البشرية واحدة فى كل مكان ..
والأسرة جميعها تحب الموسيقى .. وكانت مكتبة الأديب حافلة بالاسطوانات الموسيقية وكتب الأدب ..
وعلى مائدة العشاء عزموا على سائق السيارة .. وجلس ليتعشى معنا .. ولكنه لم يذق الخمر .. وقد سألناه عن السبب .. فقال أنه لا يشرب لأنه سائق ..
فلم أستغرب براعته فى السواقة وسط الجليد والعواصف الثلجية رغم أنه فوق الستين ..
وتبليسى مدينة هادئة وجميلة .. وقد دخلها العرب وعاشوا فيها 300 سنة ولا تزال آثارهم ومعالمهم بادية فيها .. وهى قريبة من تركيا ..
وزرنا مسجدا فى أعلى التلال بالمدينة ومنطقة يسكنها المسلمون ورحبوا بنا بقلوب حارة ..
***
وعاش تولستوى فى تبليسى .. كما عاش مكسيم جوركى وكتب فيها أول قصة له .. وكذلك عاش موسيقار روسيا العظيم تشايكوفسكى ..
تبليسى Tibilisi عاصمة جورجيا الروسية .. دخلناها فى الليل والثلج يتساقط بغزارة والبرودة شديدة .. مع أنها من أدفأ المناطق فى روسيا .. ولكن جوها انقلب فجأة أصبحت تثلج كغيرها من المدن .. لتصبح فى حرارة المدن الأخرى ..
والفندق جديد وشامخ .. والعاملات فيه جميعا من العجائز السمينات .. ولا يعرفن كلمة واحدة غير الروسية .. يفهمن بالإشارة .. وإن طال الحوار ..
والمدينة الكبيرة تتلألأ فى الليل على التلال الصاعدة والهابطة ..
وهناك نهر " كورا " يتلوى وقد تجمدت مياهة فى بعض الأماكن .. وانسابت فى أخرى ..
وتحت الأنوار الساطعة تبدو من بعيد بيوت قديمة على التلال بشرفاتها الخشبية .. وقد تغطت أسطحها بالثلوج ..
والضوء يتلألأ من كل هذه الأماكن .. من البيوت القديمة والحديثة .. كحبات الزمرد والياقوت .. كل مكان بلونه .. متى انعكس عليها السحاب الأرجوانى أو انقشع ..
وأنفاس الناس تزفر فى الليل بالحرارة والدفء رغم برودة الجو وصقيعه ..
وفى الصباح أشرقت الشمس دافئة فتغلبت على الجو المكيف فى حجرة الفندق ..
ونزلنا إلى بهو الفندق .. فوجدنا فى انتظارنا أديبا فاضلا من أدباء جورجيا .. جاء يرحب بنا تصحبه ابنته التى تجيد العربية كمترجمة ودليلة وتجولنا فى عربته الخاصة شرقا وغربا حتى بلغنا القرية التى ولد فيها " ستالين " وأخجلنا الرجل بسماحته وكرمه وتفانيه فى خدمتنا وتيسيير سبل الراحة لنا ..
ودعانا الأديب للعشاء فى بيته .. وكان هذا البيت هو أول بيت روسى أدخله فوجدت شقة جميلة من أربع غرف فسيحة وبها أثاث أنيق .. والشقة تقع فى الدور الثانى من عمارة سكنية ..
وأسرة الأديب مكونة من خمسة أشخاص .. هو رب الأسرة .. وزوجته طبيبة وابنته الكبرى معيدة فى معهد الاستشراق فى تبليسى والصغرى موسيقية .. والابن وهو الأصغر لا يزال فى الدراسة الجامعية .. وقد لاحظت أن نصف حنان الأم يتجه إلى الابن .. لأنه الأصغر ولأنه صبى .. فالطبيعة البشرية واحدة فى كل مكان ..
والأسرة جميعها تحب الموسيقى .. وكانت مكتبة الأديب حافلة بالاسطوانات الموسيقية وكتب الأدب ..
وعلى مائدة العشاء عزموا على سائق السيارة .. وجلس ليتعشى معنا .. ولكنه لم يذق الخمر .. وقد سألناه عن السبب .. فقال أنه لا يشرب لأنه سائق ..
فلم أستغرب براعته فى السواقة وسط الجليد والعواصف الثلجية رغم أنه فوق الستين ..
وتبليسى مدينة هادئة وجميلة .. وقد دخلها العرب وعاشوا فيها 300 سنة ولا تزال آثارهم ومعالمهم بادية فيها .. وهى قريبة من تركيا ..
وزرنا مسجدا فى أعلى التلال بالمدينة ومنطقة يسكنها المسلمون ورحبوا بنا بقلوب حارة ..
***
وعاش تولستوى فى تبليسى .. كما عاش مكسيم جوركى وكتب فيها أول قصة له .. وكذلك عاش موسيقار روسيا العظيم تشايكوفسكى ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق