بوشكين
منزل بوشكين
فى ليننجراد مقابر الأدباء والفنانين العظام .. ديستوفسكى .. وتشايكوفسكى .. وبيت بوشكين .. وهو بيت فخم أنيق من طابقين يضم بين جدرانه 11 غرفة ..
وغرفة الجلوس بالغة الحد فى الأناقة ومقاعدها من خشب البالو .. وبها ساعة فخمة إذا رأيتها تتصور أنها لاتزال تدق .. والبيانو الذى كان الشاعر يعزف عليه كلما شعر بالحنين إلى الموسيقى كان قريبا منه جدا فى غرفة المكتبة .. وعلى الجوانب فى نصف دائرة الكتب مجلدة ومنسقة تنسيقا رائعا ..
وكان بوشكين يستريح فى هذه القاعة كلما شعر بالتعب على كنبة طويلة خضراء مريحة للغاية ..
ويكتب الشعر والقصص على مكتب من خشب الورد صغير وأنيق جدا وذو أربعة أدراج ..
وكان يكتب على سطر مستقيم مثل تشيكوف كما كان قليل التصحيح وخطه جيد وواسع ..
والدواة التى كان يستعملها فى الكتابة عبارة عن تمثال نادر الصنع ..
كان متأنقا فى بيته وفى كتبه .. ومنظما للغاية ..
فالجرس الصغير الذى كان يقرعه للخادمة كلما طلب حاجة .. لايزال على طرف المكتب ..
والشاعر الذى كتب " يفجينى اوتيجين " و " قصص بيكين " و " ابنة الضابط " و " دوبروفسكى " ..
كان فارسا .. ولا يزال السيف التركى الذى استعمله فى المبارزة المشهورة .. والتى بسببها قضى نحبه .. معلقا فى مكانه ..
وآخر ما يشاهده السائح فى بيته صورة طبيعية له وهو على فراش الموت .. رسمها له الرسام المشهور " كازلوفا " عام 1837
وتمثال لوجه بوشكين من الشمع أخذ وهو فى نزعه الأخير ..
... أنا دوبروفسكى ...
وندت عن ماريا كيريليوفنا صرخة ...
" لا تخافى أرجوك .. لا تخافى من اسمى ..
نعم إننى ذلك التعيس الذى حرمه والدك كسرة الخبز وطرده من بيت أبيه ودفعه إلى نهب المسافرين فى الطرق .. ولكن لا داعى للخوف منى على نفسك أو عليه .. لقد انتهى كل شىء .. سامحته .. اسمعى أنت التى أنقذته .. فقد قدر له أن يكون أول ضحية مأترة دموية أقوم بها .. كنت أسير بجوار منزله محددا من أين سأبدأ الحريق .. ومن أين أدخل غرفة نومه .. وكيف أسد عليه جميع سبل الهرب .. وفى تلك اللحظة مررت أنت بجوارى كطيف سماوى فاطمأن قلبى .. وأدركت أن المنزل الذى تعيشين فيه مقدس .. وأن أى إنسان تربطه بك روابط الدم لا يمكن أن تحل به لعنتى " ..
صفحة من رواية دوبروفسكى ـ ترجمة " حسين بكر " دار التقدم موسكو ..
فى ليننجراد مقابر الأدباء والفنانين العظام .. ديستوفسكى .. وتشايكوفسكى .. وبيت بوشكين .. وهو بيت فخم أنيق من طابقين يضم بين جدرانه 11 غرفة ..
وغرفة الجلوس بالغة الحد فى الأناقة ومقاعدها من خشب البالو .. وبها ساعة فخمة إذا رأيتها تتصور أنها لاتزال تدق .. والبيانو الذى كان الشاعر يعزف عليه كلما شعر بالحنين إلى الموسيقى كان قريبا منه جدا فى غرفة المكتبة .. وعلى الجوانب فى نصف دائرة الكتب مجلدة ومنسقة تنسيقا رائعا ..
وكان بوشكين يستريح فى هذه القاعة كلما شعر بالتعب على كنبة طويلة خضراء مريحة للغاية ..
ويكتب الشعر والقصص على مكتب من خشب الورد صغير وأنيق جدا وذو أربعة أدراج ..
وكان يكتب على سطر مستقيم مثل تشيكوف كما كان قليل التصحيح وخطه جيد وواسع ..
والدواة التى كان يستعملها فى الكتابة عبارة عن تمثال نادر الصنع ..
كان متأنقا فى بيته وفى كتبه .. ومنظما للغاية ..
فالجرس الصغير الذى كان يقرعه للخادمة كلما طلب حاجة .. لايزال على طرف المكتب ..
والشاعر الذى كتب " يفجينى اوتيجين " و " قصص بيكين " و " ابنة الضابط " و " دوبروفسكى " ..
كان فارسا .. ولا يزال السيف التركى الذى استعمله فى المبارزة المشهورة .. والتى بسببها قضى نحبه .. معلقا فى مكانه ..
وآخر ما يشاهده السائح فى بيته صورة طبيعية له وهو على فراش الموت .. رسمها له الرسام المشهور " كازلوفا " عام 1837
وتمثال لوجه بوشكين من الشمع أخذ وهو فى نزعه الأخير ..
... أنا دوبروفسكى ...
وندت عن ماريا كيريليوفنا صرخة ...
" لا تخافى أرجوك .. لا تخافى من اسمى ..
نعم إننى ذلك التعيس الذى حرمه والدك كسرة الخبز وطرده من بيت أبيه ودفعه إلى نهب المسافرين فى الطرق .. ولكن لا داعى للخوف منى على نفسك أو عليه .. لقد انتهى كل شىء .. سامحته .. اسمعى أنت التى أنقذته .. فقد قدر له أن يكون أول ضحية مأترة دموية أقوم بها .. كنت أسير بجوار منزله محددا من أين سأبدأ الحريق .. ومن أين أدخل غرفة نومه .. وكيف أسد عليه جميع سبل الهرب .. وفى تلك اللحظة مررت أنت بجوارى كطيف سماوى فاطمأن قلبى .. وأدركت أن المنزل الذى تعيشين فيه مقدس .. وأن أى إنسان تربطه بك روابط الدم لا يمكن أن تحل به لعنتى " ..
صفحة من رواية دوبروفسكى ـ ترجمة " حسين بكر " دار التقدم موسكو ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق