ستالين الشاعر
وفى عصر يوم وكان الثلج لايزال يتساقط .. قصدنا " جورى " قرية ستالين فى جورجيا ومسقط رأسه ..
قرية صغيرة وهادئة وبيوتها واطئة وهى على مبعدة 45 كيلو مترا من تبليسى ودخلنا دار " ستالين " يعنى غرفته الصغيرة البسيطة التى ولد فيها وعاش هو وأخوته وأمه .. ولايزال السرير الذى كانوا ينامون عليه جميعا .. باقيا كما هو .. والمنضدة الصغيرة ومصباح الغاز .. وصندوق الملابس ولا شىء آخر ..
كانت أسرة " ستالين " تستأجر هذه الغرفة من صاحب البيت الذى كان يعيش فى غرفة ملاصقة لأسرة " ستالين " ..
وكان والد " ستالين " اسكافيا .. فقيرا معدما ..
وعاش " ستالين " فى هذه الغرفة الصغيرة الفقيرة حتى شب وأصبح رجلا .. وأمسك بيده كل الزمام ..
وتغلب بصلابته وعقله على أكبر قوة عسكرية ميكانيكية فى تاريخ الحروب .. وحول الانكسار إلى انتصار باهر ..
وكان الرجل السياسى .. شاعرا وأديبا .. وترجم أشعار شاعر جورجيا المشهور " شوتا رستافيلى " من الجورجية إلى الروسية ..
وكان يحرر جريدة .. الشرارة وجريدة .. النجمة .. وجريدة برافدا ..
وعندما عرض عليه الألمان .. أن يفدى ابنه الحيد الذى كان فى الأسر .. بالجنرال باولوس .. القائد الألمانى المشهور ..
رفض وقال :
ـ إن ابنى جندى عادى .. فكيف أبادل جنديا بجنرال .. ؟
ومات ابنه فى الأسر ..
وفى تاريخ ميلاده السبعين 1949 وبعد الانتصار طبعا .. فلا أحد يفكر فى المهزوم .. وصلته هدايا من جميع أنحاء العالم .. ولكنه أعطى كل هذه الهدايا للدولة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق